***

الأحد، 19 يونيو 2016

الفشل الدراسي وأساليب الدعم

  
د.محمد الدريج :   ((  الفشل الدراسي وأساليب الدعم ))
تقديم 
    الدعم التربوي في مواجهة ظاهرة الفشل الدراسي ، هذا هو الإشكال الذي ننطلق منه في هذه الدراسة التحليلية التي استندنا فيها على بعض الأدبيات التربوية و ما تراكم لدينا من تجربة في العمل التربوي الميداني والاحتكاك بالظواهر التعليمية داخل المغرب وخارجه . والحقيقة أن هذا الموضوع يكتسي أهمية كبرى في الأنظمة التعليمية ويشكل أعظم هاجس يؤرق كافةالعاملين بها . كما تكمن أهميته في كونه يصيب العملية التعليمية والمناهج الدراسية في عمقهاالتربوي وبعدها الكيفي . وفي اعتقادنا ، لو كان موضوع الفشل الدراسي والدعم التربوي ، الموضوع الوحيد لعلم التدريس برمته ، لكان كافيا و لاستغنى به عن جميع المواضيع الأخرى ، لأنه يصيب نشاط المدرسين فيعمقه النوعي . وسيكون بطبيعة الحال من المستحيل في هذه العجالة، عد الدراسات التي أنجزت في موضوع الفشل الدراسي عربيا وعالميا ، فهي كثيرة وجد متشعبة . على أن ما لاحظناه من خلال إطلاعنا على عدد من الدراسات ،أنها تشير كلها إلى عالمية ظاهرة الفشل الدراسي و انتشارها في جميع الأنظمةالتعليمية شرقا وغربا بدون استثناء وإلى خطورة ما تسببه من آثار سيئة ، سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي . فإذا نظرنا إلى عالمنا العربي على سبيل المثال ، فإن ظاهرة الفشل الدراسي وما يرتبط بها من تكرار وانقطاع وضياع)الهدر ) ، تمثل في المرحلة الابتدائية معدلات عالية . ففي السعودية أواسط التسعينات ، بلغت نسبة من لم يتموا المستوى الأول من التعليم 20 % ، وفي تونس 10 % ،وفي  الكويت 17%. أما في سلطنة عمان فالنسبة وإن كانت تبدأ قليلة في الصفوف الأولى من التعليم الأساسي ) حوالي 3 % لإجمالي الذكور و 2 % لإجمالي الإناث في هذه المرحلة ( ، نظرا للإجراءات الحديثة لمواجهة الرسوب والتكرار ، فإنها ترتفع نسبيا سنة 2004 ، لتصل في جملة الصفوف 7 - 9 أساسي ، إلى حوالي 14 % من إجمالي الذكور و 7 % من إجمالي الإناث .كما ترتفع في جملة الصفوف 10 - 12 أي في مرحلة التعليم الثانوي ، إلى 15.4 % بالنسبة للذكور و 7.2 %بالنسبة للإناث.) عن وزارة التربية والتعلم ، "الخطة الخمسية السابعة ، 2006-2010 م" ، مسقط . )وفي المغرب انتقل المعدل المتوسط للرسوب وتكرار الصفوف ( الفصول( في السلك الأول من التعليم لأساسي من 20 % سنة 1985 ، إلى حوالي 25 % سنة 1995.( محمد الدريج " الدعم التربوي وظاهرة الفشل الدراسي " الرباط، 1998 ) . كما تثبت الإحصاءات أن نسبة وجود مشكلة ذوي صعوبات التعلم في البيئة العربية تفوق معظم النسب العالمية. ففي دراسة مصرية لمصطفى كامل أوضحت أن 28 % لديهم صعوبات في الكتابةو 26 % لديهم صعوبات في القراءة . وفي دراسة ميدانية أجريت في دولة قطر أواسط التسعينات أظهرت أن نسبة صعوبات تعلم القراءة والكتابة بلغت 40 % ) عن مجلة " آفاق تربوية" ،12 / 1998 ، الدوحة ، قطر ).
    فما هي طبيعة ظاهرة الفشل الدراسي وما طبيعة ما يرتبط بها من آثار سلبية مثل التكرار والتسرب والتخلف الدراسي...؟ وما هي الأسباب ؟ ثم كيف يمكن التعامل معها من خلال أساليب الدعم
التربوي أو برامج العلاج ؟ وما هي تجارب الأنظمة العربية والعالمية في مواجهة هذه الآفة التي
تستنزف كثيرا من ميزانيات الأنظمة التعليمية وتؤثر سلبا في نمو الأفراد وتطور الجماعات ؟ هذه
أهم الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها في هذه الدراسة من خلال العناوين الرئيسة التالية : 1 - تعريف الفشل الدراسي
2 - أسباب الفشل الدراسي
3 - االعوامل المدرسية للفشل و تحليل طبوع العملية التعليمية
4 - تعريف الدعم التربوي
5 أساليب الدعم لتربوي -
   ...التتمة في الملف
  

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets