***

السبت، 5 يوليو 2014

الأسس الفلسفية والاجتماعية للتربية (مجزوءة)


تبتدئ الفلسفة حيث لا تسير الأمور من تلقاء نفسها، حيث يكف ما هو واضح بالنسبة للجمع على أن يكون كذلك. إنها تبتدئ مع السخرية السقراطية.
وبناء عليه ستكون فلسفة التربية – قبل كل شيء تساؤلا. إنها ليست مجموعة من المعارف، ولكنها تضع موضع السؤال والمراجعة كل ما نعرفه أو نظن أننا نعرفه عن التربية، فما هي خاصية هذا الطرح التساؤلي؟
إنه قبل كل شيء شامل . أكيد أن الفيلسوف لا يمس كل المواضيع والأشياء. مع ذلك يمكننا أن نفلسف كل شيء: الله، التهذيب، الفن، العلوم، الكلام. من ناحية قانونية لا يفلت أي حقل من السؤال الفلسفي وهذا ما يمنح فلسفة التربية طابعا شرعيا. وبما ان التربية فعل إنساني بالدرجة الأولى فالإنسان -كما قال كانط- ليس إنسانا إلا بالتربية.
وهو (أي ذلك الطرح) بعد ذلك جذري، بمعنى انه يمس عمق الأشياء. وهكذا وحين يتساءل كل واحد منا "كم الساعة؟" فإن الفلسفة تتساءل من جهتها تتساءل: ما هو الزمن؟ والأمر كذلك عندما يتعلق بالتربية الفلسفة لا تتساءل كيف نعالج عسر القراءة، بل ما قيمة ومعنى فعل معرفة القراءة. إنها لا تبحث عن صياغة مقرر دراسي، ولكنها تتساءل عما يستحق أن يدرس ولماذا. إنها لا تبحث عن الوسائل الأكيدة والأكثر فعالية بل تتساءل عما هي غايات التربية.
ولهذا نجد –في نهاية المطاف- أن السؤال الفلسفي حيوي، بمعنى أنه يثير اهتماما تأمليا صرفا. عندما نسأل: ما الزمن؟ لا يتعلق الأمر بالزمن فقط، بل بنا وبقلقنا وبفرحنا بحياتنا وموتنا.
الفلسفة كمحبة للحكمة لا تبحث فقط عن معرفة، بل عن آداب للسلوك بواسطة المعرفة.
**      
=((  للتحميل ))=

***




0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets